على من صوتت في الانتخابات الماضية??

أخي أزيلال
أنا متفق تماما مع الأخ أنير، فالأغلبية تسأل عن الشخص ونزاهته ولا يهمها الحزب الذي ترشح بألوانه وباسمه, لأنه ببساطة لا يهمنا
إذا كانت المؤسسات تريد ألا تتعرض للتفكك , فيجب عليها عدم توزيع التزكيات على كل من هب ودب
فلتكن هناك معايير محددة لقبول منح تزكية إلى الأشخاص المترشحين. هل تعلم أنه في موعد الانتخابات تكون هناك سمسرة في التزكيات؟؟ بل توزع كأنها نماذج ما عليك سوى إضافة اسمك؟ فماذا تريد مني أن أفعل؟ المؤسسات بدورها فاسدة فما بالك بممثليها
فكم من شخص أساء إلى حزبه عن طريق تصرفاته الغير مسؤولة
تحياتي

بالله عليك يا صديقي أزيلال: هل تريد مني أن أصوت بعدما خذلت وخذلت؟ أنا فقدت الثقة في الأحزاب السياسية كباقي الشباب.
أولا لأن الأحزاب هي مجرد هياكل تستغل للركرب وركل المواطنين بعد ذلك
ثانيا لا يمكن أن تقارن العملية السياسية بالمغرب بمثيلتها الأوروبية والأمريكية. فحتى لو نامت شعوب أوروبا ثلاثة قرون فلن نصل إليهم؟
لا تقل لي أني متشائم أو أحرض على الهروب من العملية السياسية, أبدا لست كذلك, لكن الواقع المعاش أكد لي أكثر من مرة أن النفاق هو مفتاح السياسة المغربية, فنحن نعيش بصفة دورية لعبة متكررة أبطالها الناخب الراغب في التغيير والمترشح الجشع الناكر للجميل.
أعترف أن فقدت ثقتي بكل السياسيين محزبين كانوا أم أحرار ولك أن تكون مكاني لتعرف أسبابي. فقد سئمت الوعود كباقي الناس وأقسمت أن لا تطأ قدماي أي مكتب للتصويت
نقطة أخرى: كيف أصوت على شخص فاشل أصلا في حياته ولم يحق لذاته شيئا فكيف يمكنه أن ينجح في مسلسل التنمية الجماعية؟؟
أما بخصوص البرامج فلا تتظاهر بالسذاجة, فأنا أعرف أنك أذكى بمني كثير , فمعظم البرامج الانتخابية هي مجرد أوهام مستحيلة, فجميع النقط المدرجة بها تكون شبه مستحيلة التحقيق, وأتحداك في هذه النقطة فقد احتفظت بمعظم البرامج لأحزاب كثيرة وفي مقدمتها بي بي إس المتحكم في زمام البلدية, فإن أردت لنناقشها جميعا وستجد أنها متمنيات فقط هههههه
أما اأصحاب النفوذ والنقود فيرتكزون بالأساس على علاقاتهم مع أصحاب السلطة والقرار فهناك يرتضعون, ناهيك عن السياسة المتبعة وطنيا والمرتكزة بالأساس على إضعاف الفقير وإغناء الغني.
تقبل نقاشي, ولك مني أطيب التحايا ولكل من مر على هذا الموضوع

أفضل أن أذكرك يا صديقي بأننا كنا نصوت على الغني معتقدين أنه شبع المال وسيعمل بجد ونزاهة عند نجاحه ، ثم خابت آمالنا فصوتنا على المثقف فلم ينفع ذلك، فبقي عدم التصويت هو الحل المتبقي، فلا تنسى أن عدم التصويت هو رسالة بالمضمون في حد ذاتها، فحتى إن قاطعت الانتخابات فذلك تعبير قوي أكثر من التصويت. لكن المشكل المطروح بقوة هو ما يقع في الكواليس أي في الخفاء الذي تطبخ فيه العملية برمتها، ناهيك عن النقص الحاد في المواد التي تنظم العملية الانتخابية وغياب تشريعات ديمقراطية إضافة إلى تدخل أطراف خفية في اللعب بنسب المشاركة ودعم الأحزاب الممخزنة، ناهيك عن الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في تثبيت وترسيخ سياسة كولشي زين وبلد الحق والقانون وصرح الديمقراطية وغيرها من الألفاظ الرنانة التي نسمعها ونراها بطريقة دورية في إعلامنا.
ولا تنسى أن المراقبين الدوليين يراقبون عن كثب سير العملية الانتخابية ، وعدم التصويت أكبر شأنا وأكثر دلالة من التصويت . ولعل نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية لسنة 2007 لخير مؤكد لكلامي.
ورغم ذلك أتفق معك تمام الاتفاق في نقطة اختيار أو بالأحرى تعيين الحكومة التي تمثل الأقلية المصوتة في حين يبقى الشعب برمته بدون ممثل؟
أعود إلى موضوعنا، فلا تنس يا أخي أن كثرة الأحزاب تعتبر من العوامل التي أدت بالعملية السياسية للانحطاط، فكل حزب يبيض حزبين وكل تكتل يلد توائم؟؟
فالكثرة دائما ما تولد النفور من الممارسة وتعمق ضعف القوى السياسية.

أما بالنسبة للديمقراطية، فاعلم يا أخي أنها كالحق يوصل ولا يعطى. فلنبدأ بدمقرطة أنفسنا ومنزلنا قبل أن ننتظر أن يكون المجتمع ديمقراطيا. فالتعليم بعيد كل البعد عن تكوين الأجيال وفق أسس الديمقراطية ولعلك أدرى مني في هذا الصدد. وتبقى الأحزاب ذات المسؤولية الكبرى في كل ما يعيشه المغرب من فراغ سياسي، فلو كانت الأحزاب تقدم أطرا مناضلة وديمقراطية ونزيهة وشريفة لما وصلنا إلى ما نحن عليه . فضعف الأحزاب يعكس ضعف ممثليها والعكس صحيح.

كما أن هزالة الحصيلة السياسية المغربية تعزى بالأساس إلى ضعف أطر الأحزاب واعتمادهم على مناضلي العصر الحجري؟ في حين تبقى الحاجة الملحة هي الشباب فلا أظن أن الشيوخ سيتفاهمون وينصتون لهموم الشباب. فتشبيب الأحزاب أضحت ضرورة قائمة ولا تقل لي أن هناك هيئات شبابية تحت لواء الحزب أي ما يسمى (الشبيبة) فهذه مجرد فزاعات في حقول فارغة من المحصول أو واجهة مزيفة منعدمة المفعول ، أنشأت أساسا لإسكات أصوات السذج.

تشرفت كثيرا بالدردشة معكم وللحوار بقية
تحياتي

إجاباتك كلها في المستوى يا أخي أزيلال، وهذا دليل على خبرتك واطلاعك على الشؤون السياسية وعلى العملية الانتخابية على الأرض الواقع. ولنا شرف كبير أن نستفيد منكم خاصة وأنكم الشخص الوحيد الذي جرب مصطلح الترشيح في حين اكتفى أغلب رواد المنتدى بالتصويت أو المقاطعة,
لعلمك فإن العملية السياسية المغربية فاشلة لا محالة، ما لم تكن هناك إعادة هيكلة الأحزاب وترميم أجهزتها ونفض غبارها المتمثل في المعمرين فيها، ونجاح هذا المسلسل لن يتأتى إلا بتظافر جميع الجهود وإشراك فئة الشباب والعنصر النسوي في العملية، مع زرع مبادئ الشفافية والمسؤولية لدى الجميع كبارا وصغارا. ودحض العابثين في المجال الحزبي والسياسي عامة ليكونوا عبرة لمن سولت له نفسه التعالي على القانون.
وسأحاول معك مناقشة العملية السياسية على المستوى المحلي في انتظار التعميم, ولنأخذ الأخصاص نموذجا في هذا المجال، وسأكون ممتنا لك يا صديقي في مشاركتنا تجربتك السياسة في هذه المدينة، ماذا كانت أمانيك قبل الترشح وماهو هدفك المنشود؟ وبما كنت تخاطب الناخبين في حملتك الانتخابية؟ هل كنت تعدهم؟ هل كان برنامج حزبك قابل فعلا للتحقيق؟ ولو فزت في الانتخابات، ماذا سيكون موقفك من هذا المجلس؟ هل ستشارك مع الأغلبية كما فعلت زميلتك في الحزب أم تفضل المعارضة حتى وإن كانت ضعيفة؟
أتمنى أن لا تظن بي سوءا على إثر تدخلي في حياتك الشخصية ، فهدفي لا يخرج عن نطاق الفضول والمعرفة , وبالتأكيد فأنت لست ملزم بالجواب يا أخي أزيلال, ويبقى إحترامي لشخصك واجبا ضروريا وأساسا لإنجاح هذا الحوار الجاد.

كما قلت، فلا أدري لم هذا الصمت الغير المفهوم من جميع من في هذا المنتدى ,, وأحيي بهذه المناسبة الصديقين العزيزين أنير ومردا,
تقبلوا جميعا تحياتي الحارة.

ألا ترى يا أخي أزيلال ان البرامج المسطرة من طرف الأحزاب والهيئات السياسية تكون غالبا فضفاضة ولا تمث للواقع بصلة، إعذرني يا صديقي إن قلت لك إن البرامج الانتخابية لا يستفيد منها إلا أرباب المطابع ايام الحملات الانتخابية وكذا بائعي الزريعة، أما الأشخاص الذين يفترض بهم العمل على تطبيق محتوبات البرامج يتجاهلونها بمجرد أول جلسة في الكرسي الوثير، أتمنى أن تفهمني يا صديقي، فقد أضحت هذه المنشورات التي تسميها أنت بالبرامج مجرد صنارات لاصطياد الأصوات لا غير، اقنعني بالله عليك إن كان لديك سبيل لاقناعي فالواقع أتبث لي أكثر من مرة صحة أقوالي.
أستسمح على هذا الأسلوب
لك مني أزكى التحيات ولباقي الرفاق